قلّل من تصريح العثماني ودافع عن التطبيع.. الشرعي يثير الجدل عبر صحيفة إسرائيلية
أثار الإعلامي ورجل الأعمال المغربي، أحمد الشرعي، جدلا كبيرا في المغرب وفي الأوساط العربية المتابعة لقضية التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، بعدما خرج بمقال أمس الأحد نُشر على صحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، يُقلل فيها من تصريحات العثماني الرافضة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ويدافع عن التطبيع.
واعتبر الشرعي في مقاله، أن اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة هو انتصار استراتيجي لكلال البلدين، وقال بأن هذه الاتفاقية لم تُقابل برفض عربي، حيث أن "الشارع العربي" لم ينفجر، واعتبر أن الإمارات خاطرت بنفسها من أجل السلام وبالتالي فهي منارة للتسامح الديني.
وأضاف الشرعي في مقاله، بأن اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة تُعزز الأمن في الشرق الأوسط، ويزيد من الضغط على إيران ووكلائها في لبنان الذين حاولوا استثارة الشارع العربي للقيام برد فعل على الاتفاقية، إلا أن تلك الجهود فشلت إلى حدود الآن وفق تعبير الشرعي، مضيفا بأن جاريد كوشنر اعتبر اتفاقية السلام الإسرائيلية الإماراتية بأنها "كسر الجليد"، وهو محق، يقول الشرعي.
وانتقل الشرعي في مقاله للحديث عن المغرب والتصريح الذي أدلى به العثماني في الأيام الماضية، والذي أعلن فيه بأن المغرب "ملكا وحكومة وشعبا" يرفضون تطبيع العلاقات مع إسرائيل لأن ذلك يشجعها على انتهاك حقوق الفلسطينيين، وقال الشرعي بأن العثماني وضح تصريحه فيما وقال بأنه كان يتحدث بصفة شخصية وليس كرئيس حكومة، وهو توضيح "مُعبر" حسب الشرعي.
وأضاف الشرعي في هذا السياق، بأن سعد الدين العثماني لا يتحدث باسم المغرب في السياسة الخارجية، وبناء على الدستور المغربي ، الذي صادق عليه الناخبون في 2011 ، فإن السياسة الخارجية والدبلوماسية والأمن الوطني هي اختصاصات حصرية للملك.
وتوجه الشرعي في مقاله للحديث عن "العلاقات" المتميزة التي طبعت المغرب واليهود، خاصة في فترة الملك الحسن الثاني، إذ أشار أن الراحل الحسن الثاني دائما عمل على تعزيز التقارب بين الإسرائيليين وجيرانهم العرب والفلسطنيين، بشكل سري وعلني.
كما أن الحسن الثاني، وفق الشرعي، عمل على تسهيل مبادرات السلام بين إسرائيل والعرب، ابتداء من اتفاقية كامب ديفيد ووصولا إلى اتفاق أوسلو، وبعد عقود من ذلك، يضيف الشرعي، يواصل الملك الحالي محمد السادس على نفس النهج لتعزيز تقارب العلاقات وإحلال السلم بين إسرائيل وفلسطين.
وأشار الشرعي في مقاله، بأنه لا يجب أن يُنسى بأن هناك روابط بين إسرائيل والمغرب، حيث يوجد أكثر من مليون إسرائيلي من مواليد المغرب أو من أصول مغربية، كما أن حقوق اليهود مكفولة في الدستور المغربي وفي المغرب، وأنهى مقاله بالقول بأنه يأمل أن تكون الأعمال التي قام بها جاريد كوشنر في الكواليس لتطبيع العلاقات بين العرب والإسرائيلية تؤتي أكلها الآن، و"أن نرى العرب والإسرائيلية يزدهرون معا".
هذا المقال أثار الكثير جدلا كبيرا في الأوساط المغربية والعربية، واعتبر عدد من النشطاء المغاربة، أن أحمد الشرعي حاول في مقاله إعطاء انطباع جيد عن تطبيع العلاقات بين الإسرائيليين والعرب، وتناسى المجازر التي يرتكبها الاسرائيليون في حق الفلسطنيين كل يوم.
كما أشار متتبعون لهذه القضية، أن إسرائيل رغم تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، فهي أعلنت بأنها ستواصل عملية ضم الأراضي الفلسطنية بعد تعليقها، وهو عمل يقف في وجه أي محاولة لإحلال السلام في المنطقة، إضافة إلى أن إسرائيل تنهج سياسة توسعية دائمة.
والأدهى من ذلك، يقول عدد من المتتبعين لقضية التطبيع، أن إسرائيل لم تقدم أي مقترحات لإحلال السلام في المنطقة، ولم تعلن عن أي تنازل من جانبها في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، كما أنها تواصل حصارها للفلسطينيين وتستعد لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في المستقبل، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك أي ازدهار في ظل هذا الوضع غير المتوازن.